أبل وسامسونج هي المنافسين اللدودين في سوق الهواتف النقالة ،لكن هناك أشياء قد لا تعرفها عن التعاون بين هذين العملاقين بعيدا عن قاعات المحاكم .العلاقة بين أبل وسامسونج ليست فقط صراع وتبادل التهم بل هي علاقة معقدة تحكمها المصالح التجارية بينهما .فقبل ان تكون متعصبا لاحداهما على الأخرى يجب ان تعلم انك يا عزيزي انت مجرد رقم لهذه الشراكات .
ربما قد تعتقد ان المنافسة الشرسة بين هذين العملاقين قد قطع حبل الود والتعاون بينها ، لكن انت على خطأ ، والدليل على ذلك كون المعالج A7 الذي يحتوي عليه هاتف ايفون 5 هو من صناعة شركة سامسنوج .A7 هو أحدث معالجات أبل التي تم استخدامها في هواتف ايفون 5 وكذلك iPad Air و iPad Mini Retina، وهو أول معالج بمعمارية 64 بت المستخدمة في الهواتف الذكية الموجهة للمستهلك .
سامسونج لا تزال أكبر مزود في العالم للمعالجات ورقاقات الذاكرة، والشاشات التي تحتاجها أبل لأجهزتها. وبين هذين العملاقين تعاون تاريخي في هذا المجال ، لكن رغم ذلك في السنوات الاخيرة آبل لم تعد تشتري شاشات آيفون من سامسونج كما ان مشترياتها لشاشات آي باد انخفضت بشكل ملحوظ. كما شمل هذا الانخفاض كذلك ذواكر الفلاش ميموري التي أصبحت ابل تقوم بشرائها من صناع آخرين.
علاقة التعاون بين أبل وسامسونج تعود إلى أوائل الألفين مع مشغلات الموسيقى آي بود . وعلى مدى السنوات القليلة الأولى، كانت أجهزة آي بود تستخدم أقراص صلبة صغيرة لتخزين الموسيقى . لكن أبل فكرت بتطوير هذه الأجهزة لذلك اتجهت لاستخدام ذواكر الفلاش ميموري،التي تعتبر أكثر موثوقية و تستخدم طاقة أقل ، وكانت سامسونج هي من تزود ابل بهذه الذواكر بالاضافة للمعالجات التي تتحكم في هذه الأجهزة.
الرئيس التنفيذي الحالي "تيم كوك" لشركة أبل لم يكن يريد رفع دعوى قضائية ضد سامسونج على براءات اختراعها في الهواتف الذكية .وقد عارض تيم هذا الأمر بشدة ، بسب علاقة آبل مع سامسونج التي تشكل من أبرز موردي هذا العملاق الأميريكي لكن ستيف جوبز كان حاسما في هذه المسألة وكان يريد أن يلقن درسا لسامسونج برفع دعوى قضائية عليها في المحاكم لمجرد تشابه أو نسخ تصاميم اجهزة آبل .وهذا ما أكده الحكم الأخير الذي صدر في حق سامسونج من المحكمة الفيدرالية في العاصمة واشنطن.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق